عينيك وأستحضر أنني واقف أمام الله، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن: 46] .. وأستحضر عظمة الله، فينزعج القلب ويفزع، فيخاف ويخشع، والعلماء يقولون: الخشوع في العبادات قبل الشروع فيها؛ سببٌ للخشوع فيها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا" (?)، وفي الرواية الأخرى: "إذا أتيتم الصلاة- ائتوها بسكينة ووقار"،
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: يستفاد منه أنه يعتمد للسير إلى الصلاة ما يعتمد في الصلاة .. كما يأتي المدد على قدر حضور القلب واستجماع الفكر والتركيز في العمل.
فلابد أخي الحبيب من فهم قضية الصيام والحكمة منه، واستشعار اللذة، خذ مثلًا للاستحضار الذهني من الآن مشهد إنسان قبل الأذان بدقيقة أو دقيقتين، هو في غاية الجوع والعطش والضعف والخور، وأمامه وبين يديه ملك يمينه جميع أنواع الأطعمة والمشروبات، ولا يرضى ولا يقبل أن يمد يده ليشرب أو يأكل، وإن قيل له: ما الفرق بين الآن وبعد دقيقتين؟
إن الاستحضار الذهني لهذا المشهد يجيبك أن الفرق كبير جدًّا جدًّا، وعظيم مجمله كلمة واحدة: حتى يأتي الإذن من الله.
إن الاستحضار الذهني لهذا المعنى هو الصيام، لا مجرد الترك، فافهم وجرِّب وقاوم وأنت في فترة الاستعداد.
من أنت؟، هل تعرف نفسك؟، هل تعرف قدرك؟، هل تعرف