وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، فلابد من ترويضها استعدادًا؛ لأن تكون لينة منقادة لك في رمضان، ويسهل عليك فيه قيادها.
ولابد من الصبر على التمرين، واليقين من أن الله سيفتح عليك مع مداومة الوقوف ببابه، فالزم الباب واصطبر؛ فإنما هي ساعات .. والله سبحانه وتعالى كريم شكور، إذا رآك تجاهد فيه وتتدرب على طاعته فلن يُضَيِّعك بل سيعينك ويوفقك هذا هو الظن به وهو الكريم؛ فاستمر في الترويض والتدريب ولا تيأس إن تأخرت لذة الطاعة، طالما أنك في مقام التزلف إلى الله و"التليين" لرضاه، فهو القائل سبحانه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ} [الشعراء:218 - 219]، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ يقول دعوت فلم أر يستجب لي" (?)، ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الطور: 48]، ويقول سبحانه: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} [المعارج: 5]، فمع الصبر والترويض تصل إلى ما تريد إن شاء الله.
هل رأيت نفسك وأنت ساجد؟
حاول أن تتخيل هذا المشهد؛ جبهتك على الأرض .. أنفك يضغط على الأرض .. بطنك تتدلى على الأرض .. خشوع عجيب غير مفتعل في العينين .. اليدين ترتكز بقوة على الأرض وكذلك الركبتين؛ لأنك لم تر هذا الوضع وتتأمله في نفسك لا تشعر به؛ لذلك أدعوك للتصور الذهني لأي عبادة قبل الشروع فيها، هذا يساعدك على تحصيلها كما ينبغي وإتقانها كما يجب.
فقبل أن تصلي بربع ساعة تفكر: من الذي ستقف أمامه؟ .. أغمض