ولكن أي فرح؟، إنه الفرح بفضل الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، إننا ننتظر رمضان الساعة تلو الساعة، فلابد أن نعلم بماذا نفرح؟
فالفرح فرحان: فرح بالحق، وفرح بالباطل، الفرح بالحق هو الفرح برحمة الله وفضله، أن تفرح بتوبة الله عليك من المعاصي والذنوب، تفرح بتوفيق الله لك بقيام الليل كل ليلة لمدة شهر، تفرح لأن الله أعطاك فرصة لأن تحسن إلى الخلق فتطعم المساكين، وأن تدعو الله في صيامك وعند فطرك وتشعر أن للصائم دعوة مستجابة.
أما الفرح باالباطل فهو كمن يفرحون بالمسلسلات والأفلام، ينتشي أحدهم لأن في رمضان سيكون هناك فوازير ومسرحيات، يفرح لأن في رمضان كرة ومباريات، دورات رياضية واحتفالات، خيام رمضانية وسهرات، فهذا فرح بالباطل، قال تعالى: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76)} [غافر: 75 - 76].
يفرح المؤمن بالحق، فيفرح بفتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار، ويستبشر فيه بوقت تغل فيه الشياطين، ولكن لا بد من الاستعداد لهذا الفرح، لا بد من إعداد العدة لهذا المهرجان، لا بد من التجهز قبل قدوم الضيف ..
قال الله تعالى: ({وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)} [التوبة: 46]، إن من منن الله العظيمة وآلائه الجسيمة ونعمه الكريمة علينا أن يبلغنا رمضان، واعلم أيها الحبيب أن من النعم التي يغفل أكثر الناس عن شكرها نعمة الإمهال.
سبحان الملك الحليم!، كَتبَ في كتاب فهو عنده فوق العرش أن رحمته