زائد، فكيف برجلٍ عمرُهُ قصير، وأجلُة قريب، وعملُهُ قليل، وجَهْدُهُ ضعيف؛ أمَامهُ فرصة أن تُحْسَبَ له الركعة بمئة ألف، والتسبيحة بمئة ألف، والحرف من القرآن بمئة ألف.

واللهِ، إنه لفوزٌ عظيم، وفرصة لا تُعوَّض، إنها حقًّا غنيمة باردة، لا تعجب من تكرار هذه الكلمة معنا؛ فواللهِ أنا لا أدري كيف أشكرُ الله على هذه النعمةِ العظيمة، ولا أدري إلى أيِّ مدى سيبلغ حبُّ القلب لهُ سبحانه وتعلُّقه به بعد هذه المِنَنِ الجِسام.

فإنه سبحانه وَعَدَ على الحسنة بعشر أمثالها، وقلنا: رضينا ربي، ثم وعد على الدرهم بسبعمئة في الإنفاق، فقلنا: رضينا ربي، وجعل النفقة في الحج والعمرة كالنفقة في سبيل الله بسبعمئة ألف أيضًا؛ فقلنا: رضينا ربي؛ فإذا بالكريم يَزيدنا: أنَّ الحسنة هناك في بيته الحرام في الكعبة بمئة ألف، وفي مسجد حبيبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الحسنة بألف قياسًا على الصلاة، وهذا مذهب ابن عباس - رضي الله عنهما - المسألة: أنَّ كل الأعمال تُضاعف في الحرمين الشريفين.

فأقبلْ يا بطَّال؛ فرصةُ العمر، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 114 - 115] .. اغتنم هذه الفرصة وارحل إلى عمرة رمضان؛ تجد المضاعفات من الخيرات، والبركات والحسنات، والفرص والمكآفات.

ولا يفوتني أن أُحَذِّرَك أنَّ مذهب ابن عباس - رضي الله عنها - هذا في غاية الخطورة؛ فإنه ثبت عنه - رضي الله عنه - أنه انتقل من مكةَ إلى الطائف، فقيل له: أترغبُ عن البلد الحرام؛ قال: وما لي لا أرغبُ عن بلدٍ تُضاعَف فيه السيئات كما تُضاعف فيه الحسنات. فكما بشَّرتُك أُحِذرك؛ أنه إذا كانت الحسنةُ بمئة ألف؛ فالسيئة بمئة ألف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015