المشتاق ساعتها لا يحس بمن حوله، وإن المحب ساعتها لا يدري من بجواره؛ لأنه يطوف حول بيت حبيبه يناجيه وكأنه وحده معه.
سادسًا: صحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حجة:
هذه نية غالية بهمة عالية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عمرة في رمضان كحجة معي" (?)، لو استشعرت عظمة هذا الوعد النبوي الصادق، أنك إذا اعتمرت في رمضان عمرة صادقة بنية خالصة ومتبعة بإحسان على منهج النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تكون كأنك حججت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، يا لها من عمرة!! .. بل ركضة إلى الفردوس الأعلى .. انوِ صادقًا .. وإنما لكل امرئ ما نوى.
سابعًا: مغفرة الذنوب المتقدمة:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الجمعة إلى الجمعة، والعمرة إلى العمرة، ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (?)، فانظر إذا اجتمعت لك جمعة في رمضان في العمرة فقد اجتمعت لك ثلاثة أسباب لمغفرة الذنوب المتقدمة في وقت واحد، فهذا حري أن تعود كيوم ولدتك أمك وصحيفتك بيضاء نقية لاذنب فيها.
فألزم نفسك تلك النية، أنك تريد أن تُغسل مق ذنوبك، وتغتسل من خطاياك وآثامك، وتتطهر من غدراتك وفجراتك، تريد أن تبدأ حياةً جديدة بتاريخ ميلاد جديد؛ لتكون عبدا جديدا لله -عز وجل- .. فأقبل ولا تخف ..
ثامنًا: أعالى القصور من أعالى الأجور:
لا شك أنَّ تاجرًا حريصًا، وخبيرًا خِرِّيتًا لا يرضى بالغُبن في تجارته، فضلًا عن خسارته، وقد رأينا أنَّ التجار يسافرون إلى أقصى بلاد الأرض طلبًا لربحٍ