وهناك معان في الإِسلام لا تفسر مثل: قرة العين، والسكينة، والحب، فهذه أشياء لا توصف، لا تُعَلَّم، لا أستطيع أن أُعَلِّمك كيف تحب الله؛ وإنما أستطيع أن أقول لك: افعل كذا لكي يحبك ..
الشاهد: أنك عندما تشرع في الطواف تتذكر عظمة هذا البيت .. وشدة شوقك إليه، أحد الإخوة عندما ذهب إلى العمرة أول مرة ونظر إلى الكعبة قال: سأصاب بالذهول .. بيت ربنا فيه قطعة من الجنة: الحجر الأسود من الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" (?)، فإذا لمست الحجر الأسود فقد لمست شيئًا من الجنة.
ذهبت جارية إلى الحج؛ فقالت لمن برفقتها: أين بيت ربي؟، فكانوا يقولون لها: اصبري حتى تري بيت ربك، فلما دخلوا المسجد الحرام ورأوا الكعبة قالوا لها: هذا بيت الله، فجرت وهرولت وهي تقول: بيت ربي .. بيت ربي، حتى وضعت خدها على الكعبة فما رفعوها عن جدار الكعبة إلا ميتة!!
هذا هو المعنى، وهؤلاء هم الذين شعروا به وأحسوه، بيت ربي .. بيت ربي!!، إحساسك عندما ترى الكعبة بأن قلبك قد طار والتصق بالكعبة .. ببيت ربك .. بيت حبيبك .. بيت الله، هذا هو المطلوب .. الله الذي لم تر منه إلا خيرًا، هو الذي أوصلك إلى الكعبة، فله الحمد والمنة سبحانه وتعالى.
فإذا وصلت إلى هذا البيت ورأيته ولمسته وأنت الآن تطوف حوله، إن