بعض الناس لا يطوف إلا طواف العمرة فقط، وهذا فهم خاطئ، بل كلما وجدت السبيل للطواف طف، كلما دخلت الحرم ووجدت السبيل للطواف طف.
وقد تجد من يقول: الطواف فيه اختلاط، والنساء يسرن إلى جوارك وخلفك وأمامك، أقول: وهل وقت الطواف يشعر فيه الإنسان بالنساء؟، إنك تحتاج إلى علاج قوي من البداية، لا بد أن تفهم أولًا ما هو قدر الكعبة، ولابد أن تفهم معنى الحب معنى حب الله سبحانه.
فحين تفهم معنى الحب، وتعرف الله سبحانه، وتعرف أنك في بيته، وتعرف قدر بيته سبحانه وتعالى، وأنت تطوف حول بيت حبيبك بالحب؛ فلن تشعر ساعتها بمن حولك.
ولكن بعض الناس أساء إلى الحب، فالحب معنى، والعلماء يقولون: الألفاظ قوالب المعاني، فلو أنك وضعت المعنى في قالب معين فإنك بهذا تُضيِّقُه .. تُصَغِّره، فلو أردت أن تقول لإنسان: ما هو الحب؟، فقد أخطأت في الحب.
الحب معنى فلا يوضع في قالب، ولا يُحَجَّم، الحب معنى سام جدًّا، معنًى عالٍ، وخصوصًا إذا تكلمنا عن حب الله، فهو معنى يُحَس .. يُعَاش، ولا يُوصف، هذا ما أطالبك به؛ أن تذهب إلى العمرة بالحب، وبالطبع إضافة الشرطين الآخرين الخوف والرجاء، وكذلك أن تصوم رمضان بالحب والخوف والرجاء، أن تصلي بحب وخوف ورجاء، وهكذا كل عباداتك وأحوالك مع الله، ساعتها ستعيش معانيَ لا تستطيع أن تصفها، إذا سئلت: بماذا تشعر؟، تقول؛ أشعر أني أحب الله جدًّا .. أحس أني أحب الله حبًّا شديدًا، هذا المعنى لا يوسف وإنما يُحَسّ فقط.