ذاهب لعبادة الله، صلاة وذكر ودعاء وطواف وقراءة قرآن واستغفار .. إن فعلت ذلك وداومت عليه وجدت ثمرته وإلا فلا ولكل سلعة ثمن.
بعض الناس يذهب فيقوم بالعمرة فقط، ثم يذهب ليجلس في الفندق ويصلي في المسجد المجاور للفندق!، وكأنها سياحة!
وبعض الناس -للأسف الشديد! - يقضي أيامه هناك نائمًا، حتى في الاعتكاف في العشر الأواخر، تجده يصلي الظهر ثم ينام، ويصلي العصر ثم ينام، فمن أين إذًا تجد قلبك؟!، وكيف بحالك هذه تجد قلبًا؟!
حج الإِمام مسروق بن الأجدع التابعي المعروف فما نام إلا ساجدًا، إنه لم يضع جنبه على الأرض، وما نام على ظهره، وإنما كان يغلبه النوم وهو ساجد، ما نام على سرير، ولا استلقى على ظهره!، كان يصلي طوال الوقت، فكان من طول الصلاة ينام وهو ساجد، هذه هي الهمة، إننا نذهب بنية التبتل، فلابد أن نعمل حقيقة، ونجتهد في هذا العمل.
من يذهب بنية التبتل لا بد أن يكون له برنامج عمل يقوم به، ينظر أيهما أفضل: الصلاة أم الطواف أم تلاوة القرآن أم الذكر أم حضور مجالس العلم، ماذا يعمل؟، وماذا يقدم؟.
يقول العلماء: إن كل عمل لا يؤدى إلا في محل ووقت فهو واجب الوقت.
فأفضل الأعمال ما كان موافقًا لمكانك ووقتك، فعندما تكون في الحرم؛ دروس العلم موجودة لكنها موجودة في أماكن أخرى وفي أوقات أخرى، تستطيع أن تجلس فتنشغل بالذكر، لكن الذكر له أوقات غير محددة، بل تستطيع أن تذكر في أي وقت وفي أي مكان، إذا الطواف يُقَدَّم، تقرأ فيه القرآن وتدعو وتذكر .. لأن الطواف لا يوجد إلا حول الكعبة، فهذا محله وهذا وقته فهو أولى، وهذا من فقه العبادة ..