لا بأس أن تطمئن على أهلك، بل هذا هو المطلوب منك أن تسأل عن أخبارهم، وتطمئن على أحوالهم؛ لأنهم مسئوليتك، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" (?)، هذه مسئولية شرعية وليست دنيا، أما المصنع والعمل فدعك من كل هذا.
نريد أن نعيش حياتنا يومًا بيوم، فما أسرع موت الناس اليوم، اللَّهم ارزقنا حسن الخاتمة، نريد أن نستفيد من موت الناس من حولنا ألا نعيش الدنيا باتساعها .. بطول الأمل فيها، بل عش كل يوم جزئية مستقلة بذاتها.
أيها الإخوة ..
نحن اليوم على قيد الحياة، وغدًا في علم الله، لا ندري ماذا يكون فيه، فأتقن عبادتك في يومك ودعك من كثرة الشواغل، وحقق معنى التبتل وهو الانقطاع للعبادة
ودعني أنتقل معك مرة ثانية إلى النيات: لماذا نذهب إلى العمرة؟
لأن في هذا جوابُ كثيرٍ من الإشكالات، فإن بعض الناس يذهب إلى العمرة، ثم يأتي يشكو ويقول: ذهبت إلى العمرة، ولكني لم أجد قلبي .. كنت أظن أني سأكون هناك في قمة الإيمان وسأشعر بروحانية كأنني أطير في السماء وأعيش في الجنة، كنت أظن أني سأموت من الفرح والسعادة، ولكني لم أجد شيئًا من ذلك للأسف الشديد!، إن كثيرًا من المسلمين يعيش وهمًا .. وهما حقيقيًّا .. يظن أنه بمجرد أن يذهب ويرى الكعبة سيطير بجناحين!!
أقول: لا يا أخي، بل هذا الأمر يحتاج إلى عمل إلى عبادة حتى يتحصل لك ما تتمناه .. أنت لماذا ذهبت إلى هناك، لو قلنا: للتبتل، فهذا يعني أنك