رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه وليصلِّ فيهما" (?).
فكانت تلك المبادرة الفورية التلقائية لمتابعة سلوك الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألقى نعله فألقوا نعالهم وهكذا دومًا في كل الأحداث، ونتج عن ذلك بطبيعة الحال الاستسلام الكلي لشرع الله -عز وجل-، الذي كان أساسه ارتفاع درجة الإيمان بالله في تلك النفوس.
وعندما بدأ نور الإيمان يخفت، وتدنت مؤشراته في نفوس كثيرٍ من المسلمين -إلا من رحم ربي- بدأ التفلت من دائرة الشريعة الإِسلامية، وخاصة سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد نبتت نابتة شَرٍّ باعتبار أن كثيرًا مما جاء في حياته - صلى الله عليه وسلم - سُنَّة، ولا بأس من تركها!!
ترى بعض العلماء والمتفقهين من أهل عصرنا، ممن عُرِفَ بالتساهل في التمسك بالسنن، إذا قيل له في تركه بعض السنن، قال: هي سنة، وهي جائزة الترك، وينسى أو يُغفِل المعنى الإيجابي لحب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو المقتضي للاتباع والاقتداء، واللائق بالمسلم الحصيف غير هذا، فقد كان السلف الأُول يفعلون كل مطلوب شرعًا -ولو كان رغيبة أو فضيلة- ودون تمييز بين ما يطلب على سبيل الفرض أو الواجب، وبين ما يطلب على سبيل الترغيب أو الندب.
فالسُّنَّةُ المندوبة حِصنٌ للفرائض الواجبة، وبابٌ لزيادة الحسنات والأنوار على المتسنن بها، وعنوان الحب والاتباع لهدي الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في شأنه