كله، فالحرص على السنن النبوية والتمثل بها من كبر الغنائم، وأجمل الصفات، وأفضل القربات والطاعات؛ فعليك به أيها الأخ المسلم.
والاعتكاف سنةٌ مؤكدة، واظبَ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وقد هُجِرت هذه السُّنة وغيرها من السنن النبوية في حياة الكثير من مسلمي اليوم -إلا من رحم ربي- وذلك لأسباب منها:
(1) ضعف الجانب الإيماني في تلك النفوس.
(2) الإقبال المتزايد على ملذات الحياة الدنيا وشهواتها، والذي أدى إلى عدم القدرة في الابتعاد عنها ولو لفترة بسيطة، وبالتالي شغل الوقت والفكر بها.
(3) اقتصار محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجانب اللفظي دون العملي، والذي يتمثل في تطبيق جوانب السنة المحمدية المتعددة، ومنها الاعتكاف.
قال الزهري: عجبًا من الناس!، كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قبض.
الاعتكاف الذي كان يحياه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان، واقتصرت مدته الزمنية بين تسعة إلى عشرة أيام، إلا أنها تعتبر بمثابة مدرسة تربوية مستقلة متكاملة، تتخللَّها كثير من أنواع العبادة لله -عز وجل-، والتي تعمل على إيقاظ كثير من الجوانب الحياتية في الإنسان، وجعلها في دائرة واحدة متجهة إلى خالقها -عز وجل-، فهي بمثابة دورة تربوية مكثفة لها نتائجها الإيجابية الفورية على حياة الإنسان في أيام وليالي الاعتكاف.
ولها أيضًا أثرها الإيجابي على حياة الإنسان فيما يستقبله من أيام خلال حياته التي يحياها إلى رمضان آخر، فحريٌّ بنا أبناء أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - العمل بهذه