وهكذا دَبَّرَ -الله لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ .. دَبَّرَ له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات. ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيبٍ مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله" اهـ.
أيها الإخوة ..
لقد كان محور حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الرئيسي عبادة الله -عز وجل-، فهو خير من عبد الله -عز وجل- في هذا الكون، فكانت له عباداته اليومية التي كان يواظب عليها من فروض ونوافل، من أداء الصلوات الخمس، وأداء للرواتب، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وعيادة مريض، وتجهيز غاز، وقضاء حوائج الناس، وغير ذلك من سلوكه اليومي.
وقد كانت له عبادات أسبوعية، مثل: صيام الاثنين والخميس، وصلاة الجمعة.
وعبادات حولية، مثل: صيام شهر رمضان، وقيامه، واعتكافه في العشر الأواخر منه.
وكل هذه الأمور التعبدية التي كان يحيا بها - صلى الله عليه وسلم - لها توجيهاتها التربوية في حياة الإنسان المسلم، لذلك كان لزامًا على المسلم معرفة التوجيهات التربوية في عبادات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتنوعة، حتى يستطيع العمل على نهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه القدوة في كل أمورنا على حد سواء وهذا هو الاتباع بإحسان.
والاعتكاف عبادة ليست كغيرها من العبادات، فهي تعني الانقطاع إلى الله -عز وجل- بالكلية، وهجر ملذات الدنيا، التي تعترض عادة السمو الروحي للإنسان، والصلة المتكاملة بالله -عز وجل- من أجل تحقيق الصفاء الروحي في علاقة الإنسان المسلم بالله -عز وجل-.