وقال الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته, قيل: وما هو؟ , قال: رأيت رجلًا يبكي فقلت في نفسي: هذا مراء ..
رحمهم الله قَلَّت ذنوبهم فعلموا من أين أُتوا, ونحن كثرت ذنوبنا فلم ندر من أين أتينا.
وقال الفضيل بن عياض: إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار؛ فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك.
(5) طِيب المطعم:
قال بعض العلماء: إذا صمت يا مسكين, فانظر عند من تفطر, وعلى أي شيء تفطر, فإن العبد ليأكل أكلة فينقلب قلبه عما كان عليه ولا يعود إلى حالته الأولى, فالذنوب كلها تورث قساوة القلب, وتمنع من قيام الليل, وأَخَصُّهُ بالتأثير تناول الحرام.
ولذلك قال بعضهم: كم من أكلة منعت قيام ليلة, وإن العبد ليأكل أكلة فيحرم قيام الليل سنة.
(6) عدم المبالغة في حشو الفراش:
فإن مما يعين على قيام الليل عدم المبالغة في حشو الفراش؛ لأنه سبب لكثرة النوم والغفلة, ومجلبة للكسل والدعة, ولقد كان فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحصير الذي خَطَّ في جنبه, وكانت وسادته التي ينام عليها بالليل من أَدَم حشوها ليف.
فلا تتدثر بالبطاطين, وتضع المدفأة إلى جوارك, على سرير وثير مريح, فأنت بذلك تستعد لنوم طويل لن تستطيع الاستيقاظ منه أبدًا, تعمد أن يكون نومك غير مريح حتى تستطيع القيام بسهولة.
(7) النوم على الجانب الأيمن, والوضوء والتسوك قبل النوم وأذكار النوم هذه سنه النبي - صلى الله عليه وسلم - والأحاديث فيها محفوظة مشهورة فأعمل ولا تكسل.