الأسباب الباطنة:
(1) الإخلاص:
من صفا صفي له , ومن كدر كُدِّر عليه, وإنما يكال للعبد كما كال. إذا اطلع الخبير على ما في الضمير فلم يجد غير الخبير أقامك بين يديه في الدياجي, فإن قيامك في الليل علامة من علامات المحبة لله, وهي عبادة عنوانها وتاجها الإخلاص.
يا أخي .. كم من سراج قد أطفأته الريح, وكم من عبادة أفسدها العجب, وساعة يزري العبد فيها على نفسه خير له من عبادة يُدِل فيها بعمله, وأضر الطاعات على العبد ما أنسته مساويه وذكَّرته حسناته.
(2) يقينك أن الكبير المتعال هو الذي يدعوك للقيام:
إنها دعوة من السماء .. ويكفي أنها من الله لتلبى وتنفذ, كفاك جزاء على الطاعة أن رضيك لها أهلا .. انظر إلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ , من يسألني فأعطيه؟ , من يستغفرني فأغفر له" (?) ..
قف بوادي الذل .. وقيل في الدياجي: يا أيها العزيز .. مسنا وأهلنا الضر ..
(3) نعم الرجل إن كان يقوم من الليل:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم الرجل عبد الله إن كان يقوم من الليل" (?) , فمن كان يصلي من الليل يوصف بكونه نعم الرجل, وهذه شهادة غالية عالية من الحبيب محمَّد - صلى الله عليه وسلم -, وقد ساق إليك عشرات الأحاديث في فضائل المتهجدين, فكيف تضيع على نفسك أن تكون منهم!!