طالب رجلًا يحمل أمه في الطواف، فطاف خلفه وقال: والله إني لأطوف وما كانت لي نية في الطواف؛ لأني لمَّا رأيت هذا يحمل أمه علمت أنه ستنزل عليه رحمة فأردت أن يصيبني شيءٌ منها .. فأنت عندما تصلي وراء إمام مخلص تشعر بأن الرحمة تنزل عليه وتصل إليك هذه الرحمة، ولا تمل من الصلاة خلفه.

تدبر القرآن آية آية .. تذكر كيف كانت هذه الآيات تنزل على قلب النبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، كيف كان الصحابة يعملون بها، وعندما تصلي خلف إمام واحد طيلة الشهر ستعرف بماذا يقرأ غدًا، فاقرأ القدر الذي سيقرؤه قبله أثناء النهار، وإذا لم تفهم كلمة وأنت تقرأ ارجع إلى كتب التفسير حتى تعيش المعنى الحقيقي للآية عندما يقرؤها الإِمام في القيام، فإذا عشت هذا المعنى فعلًا؛ فلن تمل حتى ولو قرأ الإِمام طيلة الليل.

كيف أُحصِّل الخشوع في القيام؟

ولكي تحصل الخشوع يجب أولًا أن تعرف فائدة الخشوع، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا قام يصلي أُتِيَ بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد سقطت عنه ذنوبه" (?)، قال الإِمام المُنَاوي في "فتح القدير": المراد أنه كلما أتم ركنًا سقط عنه ركن من الذنوب، حتى إذا أتم الصلاة تكامل السقوط، وهذا شرط في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع كما يؤذِن به لفظ العبد والقيام، "إن العبد إذا قام يصلي" .. فالشرط أن يكون عبدًا وقام، إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقامَ عبدٍ ذليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015