فتستيظ للسحور طاعة لأمر الله وطلبا لمرضاته، والتماسا لصلاة الله وملائكته على المتسحرين، وأيضًا لدفع الجوع الحاصل، والتقوي بالطعام على الطاعة؛ لكي تستطيع أن تعمل في النهار، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"، صلى الله عليك وسلم يا رسول الله، كان يمر الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيوت آل محمَّد نار، وهو سيدنا وسيد الخلق أجمعين - صلى الله عليه وسلم -.
سبحان الملك!، يظل شهرين ولا يذوق فيهما شيئًا قد طُهي على النار، فعلام كان يعيش هو وأزواجه؟، كانوا يعيشون على التمر والماء، فهل تستطيع أنت أن تعيش على التمر والماء؟، لماذا لا؟، ماذا سيحدث لو فعلت ذلك؟
إذا امتلأت بطنك، وأوشك الطعام أن يخرج من حلقك؛ سوف تستطيل الصلاة، ولن تخشع فيها، وتضطر للخروج إلى الحمام ويطول مكثك فيه، وإذا أردت أن تعرف مقامك، فانظر أين أقامك؛ لذلك خفف، كُلِ الثلثَ فقط، وخير الهدي هدي محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.
تخير الإِمام والمسجد:
ثم عَجِّلْ بالخروج إلى صلاة العشاء مبكرا لتقف خلف الإِمام، وتخير مسجدًا تستريح له وإمامًا تستمتع بصوته، ابتعد عن هؤلاء الذين يغنون، وابتعد عن ضجيج المساجد المشهورة، وابحث عن مسجد هادئ نظيف، وابحث عن إمام إذا قرأ حسبته يخشى الله تعالى، ولو كان بعيدًا عن بيتك، لا تبخل فالخطوات محسوبة وأجرك مدفوع.
فإنك عندما تدخل هذا المسجد تشعر بالسكينة، وعندما يقرأ هذا الإِمام تريد ألا ينتهي، ابحث عن هذا لعله يُرحم فتُرحم معه، رأى علي بن أبي