وترمون الباقي، من الآن اشتر العمود الذي يوجد فيه أوان بعضها فوق بعض ويُحمل في اليد، لتملأه بأصناف الطعام كل يوم وتعطيه للفقير.

الإفطار الأمثل:

ثم تعود إلى بيتك سعيدًا منشرحًا، تلقي السلام وتبشرهم بالدعاء، ثم اجلس إلى الإفطار متذكرًا نعمة الله عليك، مستحضرًا حال من لم يجد الطعام، ولا تشغلك النعمة عن المنعم، وتذكر أن الله تعالى أمرك بالنظر قبل الأكل: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام: 99]، قبل أن يقول: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]، فلابد أن تنظر إلى طعامك وتأمر أولادك بذلك لكي تشكروا نعمة الله، وتتدبروا رزق الله، وتشعروا بنعمة الله عليكم، هذه فائدة فاغتنمها.

ثم تذكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلًا: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" (?)، وإني أحذرك من مجاوزة الحد والطغيان الحاصل في بيوت المسلمين في رمضان في موضوع الطعام والشراب، قال الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81]، إياك والطغيان، وهو مجاوزة الحد، يجوز الشبع أحيانًا، لكن اعلم أنه إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

فإذا استوفيت الإفطار تكدر الليل بالنوم، وإذا استوفيت السحور تخبط النهار بالكسل، بل تأكل عند الإفطار الثلث حتى تشعر عند السحور بالجوع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015