الصلاة، وساعتها تتذكر يوم يقوم الناس لرب العالمين، وتجتهد في الدعاء أن ينجيك الله في هذا اليوم، فوائد كثيرة وكلها نافعة.
إن بعض الناس يقول: سوف أفطر ثم أخرج إلى الصلاة، وهذا غالبا ما تفوته ركعة لاستعجال الناس بصلاة المغرب، أقول: بل خذ معك تمرًا واذهب إلى المسجد، فإذا لقيت أحدًا في الطريق فأعطه تمرة يفطر عليها، فيكون لك مثل أجره، وادعه لصلاة المغرب معك في المسجد، وتكون قد أَمَّنْتَ على عبادتي الصيام والصلاة.
وتلك هي هواية التأمين على العبادات .. من الناس من يهوى التأمين على السيارات والعمارات وعلى الحياة، وشركات التأمين حرام لا يجوز، فكن أنت من هواة التأمين على العبادات، عندما تذهب إلى الصلاة اصطحب معك أحد الناس، فلو خرجت من صلاتك بخمسين بالمائة فتكمل هذا النقص بصلاة هذا الذي صلى معك؛ لأن لك مثل أجره، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه" (?).
فكذلك عند الصيام، فَطِّر صائمًا يكتب لك مثل أجر صيامه، حاول أن تؤمن على عباداتك بأن تجعل لك رصيدًا مؤخرًا ينفعك إذا حصل منك نوع تقصير، أعط صائمًا تمرة وقيل له: أفطر على هذه وادع لي، فإن للصائم دعوةً مستجابة، فعسى أن يدعو لك فيستجاب له، واحرص على أن يفطر معك كل يوم مسكينٌ، قد تقول: كيف أفطر مع مسكين وأترك أهلي وأولادي، أقول لك: اجمع بين الخيرين، واجعله هو يفطر مع أهله ولتفطر أنت مع أهلك بأن تعطيه جزءًا من الطعام الذي تعده لنفسك وأهلك الذي غالبًا تأكلون نصفه