إلا أنه ساذج لا تعليل فيه يجب من أجله أن يكون سوارا أو طوقا، فاعرفه.
ورأيت بعضهم ذكر بيت السريّ الذي هو:
كأنّه قيد فضّة حرج مع أبيات شعر جمعه إليها، أنشد قطعة ابن الحجاج (?): [من الكامل]
يا صاحب البيت الّذي … قد مات ضيفاه جميعا
ما لي أرى فلك الرّغي … ف لديك مشترفا رفيعا
كالبدر لا نرجو إلى … وقت المساء له طلوعا
ثم قال: إنّه شبّه الرغيف بالبدر، لعلّتين: إحداهما: الاستدارة، والثانية: طلوعه مساء، قال: وخير التشبيه ما جمع معنيين، كقول ابن الرومي (?): [من مجزوء الرمل]
يا شبيه البدر في الحس … ن وفي بعد المنال
جد فقد تنفجر الصّ … خرة بالماء الزّلال
وأنشد أيضا لإبراهيم بن المهدي (?): [من الكامل]
ورحمت أطفالا كأفراخ القطا … وحنين والهة كقوس النّازع
ثم قال: ومثله قول السّري:
كأنه قيد فضّة حرج وهو لا يشبه ما ذكره، إلا أن يذهب إلى حديث أنه أفاد شكل الهلال بالقيد المفضوض، ولونه بالفضة، فأمّا إن قصد النكتة التي هي موضع الإغراب، فلا يستقيم الجمع بينه وبين ما أنشد، لأن شيئا من تلك الأبيات لا يتضمّن تعليلا، وليس فيها أكثر من ضمّ شبه إلى شبه، كالحنين والانحناء من القوس، والاستدارة والطلوع مساء من البدر، وليس أحد المعنيين بعلّة للآخر، كيف؟ ولا حاجة بواحد من الشبهين المذكورين إلى تصحيح غيره له.