ناصعة والسواد صافيّا برّاقا. وعلى هذا تجد هذا الحدّ من المرتبة التي لا يستوي فيها البليد والذكيّ، والمهمل نفسه والمتيقّظ المستعدّ للفكر والتصوّر، فقوله (?):

[من الطويل]

كأنّ على أنيابها كلّ سحرة … صياح البوازي من صريف اللّوائك

أرفع طبقة من قوله (?): [من الطويل]

كأن صليل المرو حين تشذّه … صليل زيوف ينتقدن بعبقرا

لأن التفصيل والخصوص في صوت البازي، أبين وأظهر منه في صليل الزيوف.

وكما أن قوله يصف الفرس (?): [من البسيط]

وللفؤاد وجيب تحت أبهره … لدم الغلام وراء الغيب بالحجر

لا يسوّى بتشبيه وقع الحوافر بهزمة الرعد، وتشبيه الصّوت الذي يكون لغليان القدر بنحو ذلك، كقوله (?): [من الطويل]

لها لغط جنح الظّلام كأنّه … عجارف غيث رائح متهزّم

لأنّ هناك من التفصيل الحسن ما تراه، وليس في كون الصوت من جنس اللّغط تفصيل يعتدّ به، وإنما هو كالزيادة

والشدّة في الوصف.

ومثال ذلك مثال أن يكون جسم أعظم من جسم في أنه لا يتجاوز مرتبة الجمل كبير تجاوز، فإذا رأى الرجل شخصا قد زاد على المعتاد في العظم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015