وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَ: آمنت بكل ما جئت بِهِ من حلال وحرام، وَإِن أرغم ذَلِكَ كَثِيرا من الأقوام. وكان إسلامه قديمًا، وشهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر المشاهد، وسكن الشأم.
روى عَنْهُ عِيسَى بْن طلحة، وسبرة بْن معبد، ومضرس بْن عثمان، وغيرهم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبُو حَسَنٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ- أَوْ وَالٍ- يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ [1] وَالْمَسْكَنَةِ، إِلا أَغْلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ- قَالَ: فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ [2] .
وكان عمرو بن مرّة مجالس مُعَاذ بْن جبل، ويتعلم مِنْهُ القرآن وسنن الْإِسْلَام، فَقَالَ فِي ذَلِكَ.
الآن حين شرعت [3] فِي حوض التقى ... وخرجت من عقد الحياة سليما
ولبست أثواب الحليم فأصبحت ... أم الغواية من هواي عقيما
وهي أكثر من هَذَا.
أخرجه الثلاثة.
(ب س) عَمْرو بْن المسبح بْن كعب بْن طريف بْن عصر بْن غنم بْن جارية بن ثوب ابن معن بْن عتود بْن عنبر بْن سلامان بْن ثعل الطائي الثعلي، منسوب إِلَى ثعل بن عمرو بن الغوث ابن طيئ كَانَ أرمى العرب، عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووفد إِلَيْه وأسلم، وَإِياه عني امرؤ القيس بقوله [4] :
رب رامٍ من بني ثعل ... مخرج كفّيه من ستره