وقد عني علماء الإسلام ببيان الكبائر وتحديد عددها وأعيانها منهم الإمام الذهبي رحمه الله إذ ألف كتابا سماه (الكبائر) وذكر فيه سبعين كبيرة.

ولكن ما هي الكبيرة ولم سميت بذلك؟

قال اللغويون: “ الكَبَائر واحدتُها كبيرة وهي الفَعْلة القبيحة من الذنوب المَنْهيِّ عنها شرعا العظيمِ أمْرُها كالقَتْل والزّنا والفِرار من الزّحْف وغير ذلك وهي من الصِّفات الغالِبة وفي حديث الإفْكِ وهو الذي تَولى كِبْرَه أي مُعْظَمه وقيل الكِبْر الإثم وهو من الكَبِيرة كالخِطْء من الخَطيئة وفيه أيضا أنّ حَسَّانَ كان ممَّنْ كَبُر عليها ومنه حديث عذاب القبر “إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كَبير”1.

أي ليس في أمْرٍ كان يَكْبُر عليهما ويَشُقُّ فِعْلُه لو أرَادَاه لا أنه في نَفْسِه غيرُ كبير وكَيْف لا يكون كَبِيرا وهُما يُعَذَّبان فيه، وفيه: “ لا يَدخُلُ الجنةَ من في قَلبه مِثقالُ حَبَّة من خَرْدَلٍ من كِبْر”23.

نقل ابن كثير أقوال ابن عباس في ذلك منها قوله: “ الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب” وقال: “ كل ما نهى الله عنه كبيرة” وقال: “كل شيء عصى الله به فهو كبيرة “ ثم ذكر أقوال التابعين فذكر قول ابن عبيدة: “ الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله بغير حقها والفرار يوم الزحف وأكل مال اليتيم وأكل الربا والبهتان قال ويقولون: أعرابية بعد هجرة! ”.

ونقل عن ابن جريربسنده عن عبيد بن عمير قال: “ الكبائر سبع ليس منهن كبيرة إلا وفيها آية من كتاب الله:

- الإشراك بالله منهن {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015