كان الغرب ذكيًّا حين أدرك في وقت مناسب أو متأخر أن التنصير كهدف لحملته الفكرية المؤيدة بالقوة العسكرية خارجيةً أو داخليةً, أن ذلك الهدف فشل, وأنه برغم الجهود الضخمة البشرية والمالية والإعلامية والتعليمية فإن النسبة التي تَمَّ تنصيرها من المسلمين نسبة تافهة, يمكن أن تلحق بالعدم لتكون النتيجة سلبية تمامًا!
لذا كان البديل عن التنصير وإخراج المسلمين عن دينهم, هو التغيير والاكتفاء بإبعاد المسلمين عن دينهم,
وهو ما تبذل له الجهود اليوم؛ من تعليم علمانيّ، وإعلام علمانيّ، وقانونٍ علمانيّ، وتحرير للمرأة من زيها ومن بيتها, ثم ما يبذل من حَطٍّ لقيمة الدين وقيمة علمائه ودعاته.
فهل يا ترى, نجح الهدف الجديد؟
نجاح أمر يتعلق بالأمم والشعوب لا يحكم عليه في سنين, ولا في جيل, فقد لا تظهر نتيجة إلّا بعد أجيال, وقد تكون النتيجة الواضحة أن التغريب نجح في إبعاد المسلمين عن دينهم بما فيه من قيم إيمانية, وقيم أخلاقية، وقيم قانونية, وأن المسلمين استبدلوا به من قيم الغرب, حتّى في عاداتهم, وفي لبسهم, وفي طريقة أكلهم وشرابهم, وفي تعاملهم, و"أتيكيتهم"!
لكن هذه النتيجة مشكوك في صحتها.