ولقد رأينا في عصرنا بداية الثمار؛ رأينا ممن تسلطوا على فكرة هذه الأمة, بل وعلى سلطانها, مَنْ كانت أمه راقصةً في نادٍ ليليّ, وأخرى تعمل في الغناء, وليس بين الاثنين كبير اختلاف.
أما ماذا يعني تحريرها من زيها؟
فإنه يعني: كشف ما أمر الله أن يستر، وهتك ما أمر الله أن يصان.
يعني: عرضًا رخيصًا لسلعةٍ غاليةٍ, صانها ربها, وصانها الإسلام..
يعني: إثارة اللحم والدم, وهو أمر لا يستطيع أن ينكره إلّا غبيّ أو متغابٍ.
فإذا أضفنا إلى تحرير المرأة من بيتها تحريرَها من زيِّهَا, كانت النتيجة, نتيجة الاثنين غير نتيجة الواحد.
أن التحرر من البيت وحده, قد يكون له النتيجة السلبية الخطيرة السابقة, وهي الإغراء بالفاحشة والدعوة إليها, لكن التحريرين, قد يعنيان فوق النتيجتين السابقتين مجتمعتين.
نتائج أخرى أخطر وأشد: إن أولها بلا شكٍّ انحلال المجتمع وسقوطه, بسقوط قيمه وأخلاقه ومثله.
إن فرنسا -غير الإسلامية, وصاحبة الإمبراطورية الكبيرة, سقطت تحت أقدام ألمانيا- على مدى أسبوع واحدٍ, وهي كما صرح رئيس وزرائها، أن فرنسا هزمها الانحلال قبل أن يهزمها الاحتلال.
فما بالنا بأمه إسلاميةٍ, أساس نظامها عقيدة وأخلاق, وما بالنا بأمة إسلاميةٍ لم تصل بعد من ناحية القوة المادية إلى ما وصلت إليه فرنسا أو أمريكا.