تكون، لكنه أمر اقتضاه التنظيم، أن يكون للسفينة ربان واحد لا ربانان، وإلّا لغرقت السفينة بمن فيها.
ولقد سبقت المسلمة غيرها من النساء, فعرفت واجبها، وعرفت حقها, وكانت لها الشخصية القانونية المستقلة؛ تتعامل باسمها دون حاجةٍ إلى اعتماد تصرفها من أحد، بينما ظلت المرأة الفرنسية لا تتعامل باسمها وحدَه, بل لابد من إجازة الزوج لتصرفها, وذلك إلى عهد قريب.
فماذا يعني التحرر أو التحرير, بعدما أعطاها الإسلام ما لم يعطها نظام آخر.
قالوا: إنه يعني تحريرها من بيتها, وتحريرها من زيها.
قلنا: وبماذا يخدمهم تحريرها من بيتها، وتحريرها من زيها, وبعبارة أخرى, كيف يمكن من خلال هذا وذاك إبعاد الأمة عن الإسلام؟
المرأة بلا شكٍّ نصف المجتمع, وهي نصف خطير؛ لأنه يؤدي رسالةً خطيرةً, وإن غفل عنها الكثيرون.
إن الذين يتخرجون من المدارس والجامعات يمكن تعدادهم, ويمكن أن يوجد غيرهم لم يتخرجوا من هذه أو تلك, أما الجامعة التي لابدّ أن يتخرج منها كل مسلم, بل كل إنسان, فهي الأم؛ فإن صلحت, صلح خريجوها, وإن فسدت, فسد خريجوها, وتحرير المرأة من بيتها, يعني: إغلاق هذه الجامعة.
وإذا كانت هذه هي الجامعة الأولى التي خرجت من قبل تلك الأجيال العظيمة التي حملت إلينا الإسلام، بل حملته للدنيا كلها, فإن إغلاق هذه الجامعة يعني: إنعدام الخريجين من ذلك الطراز, ويعني: غلبة الخريجين من طراز آخر.