أما الأسباب الخارجة عن أنفسنا:

فهي التي فرضها أعداء الإسلام على المسلمين, وكانت نتيجةً لتخطيط أثيمٍ بدأ منذ الحروب الصليبية, وانتهى إلى الحرب الضارية التي تمارس الآن على العالم الإسلاميّ، ولكن بأسلوب جديد, وهو موضوع هذه الدراسة بإذن الله.

وقبل أن نغادر هذا الباب للحديث عن غزوة المسلمين, نشير إلى أنه رغم الضراوة الشديدة التي يمارسها أعداء الإسلام, فلا يزال الحلُّ بأيدينا..لا يزال بأيدينا النور..ولا يزال أمامنا الطريق..وبعد ذلك, فلقد خص الله هذه الأمة فجعلها قلب العالم كلِّه من كل ناحية.

- من ناحية المكان: هي مركز الدائرة بالنسبة للعالم كله، وهو ما يجعل لها مركزًا استراتيجيًّا خطيرًا لا يتوفر لأية أمة أخرى1.

- من ناحية الثروات: فلقد جمع الله فيها أنواع الثروات الأرضية بما يحقق اكتفاءً ذاتيًّا، وبما يحقق حاجة العالم كله إليها.

وليس الأمر قاصرًا على البترول, وتكفي هذه الإشارة.

- من ناحية الخامة البشرية: فإن الدراسة المنصفة للطبيعة البشرية وخصائصها, تجعل لهذه الأمة من الخصائص البشرية ما ليس لأمة أخرى, وبذلك تتحقق الوسطية لهذه الأمة على اختلاف وجوهها.

وصدق الله العظيم:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} 2.

وقبل ذلك, وبعد ذلك, ما قلناه من نور, ومن طريق, وهو ما نشير إليه -بمشيئة الله- في نهاية البحث كله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015