تنسب الصهيونية Zionism إلى جبل صهيون بفلسطين، وهو أحد جبالٍ أربعةٍ أقيمت عليها دولة أورشليم -أي: مدينة السلام, وهو الاسم القديم لبيت المقدس, ويعتقد اليهود أن إلاههم "يهوه" يقيم في جبل صهيون، وفي رحابه يظهر "المسيح المخلص" الذي ينتظره اليهود، بشيرًا بغفران الله وتوبته عليهم، وخلاصهم مما يقاسون من بأس وأعنات، بعد تطهرهم من أدران الموبقات والمعاصي التي ظلوا عليها عاكفين أمدًا طويلًا.
والصهيونية مذهبٌ دينيٌّ استعماريٌّ متطرفٌ جدًّا, يتمذهب به غلاة اليهود، تهدف إلى السيطرة السياسية على العالم بتقويض النظم السياسية للمجتمع الدولي بأسره، وإخضاعه لنير اليهود وحكمهم، ويزعم اليهود أن الله استخلفهم في الأرض, وأروثهم أقطارها وشعوبها حقًّا مقدسًا مقضيًا، وأن الدول القائمة كافة دعية مغتصبة, وأن على اليهود المجاهدة لاسترداد حقهم في فلسطين أرض الميعاد، تحت امرة ملك من نسل داود، فإذا استتب لهم الأمر فيها, عملوا على تنفيذ الشق الثاني من الوعود الإلهية، واتخاذهم ملكهم في فلسطين قاعدة لملكهم, والاستسلام لمشيئتهم المستمدة من مشيئة الله, ينتهي الأمر بظهور المسيح المنتظر الذي أفاضت التوراة في ذكره.
ويستند اليهود في دعواهم العودة إلى أرض الميعاد فلسطين, بأن ذلك ثابت من أحداث التاريخ في:
محاولة موسى -عليه السلام- دخول فلسطين مع الأسباط الهاربين من مصر, ثم غزوة يوشع لتخوم فلسطين, ثم تأسيس مملكة اليهود الأولى في عهد شاؤول, ثم عودة اليهود من بابل بعد السبي بزعامة زرو بابل.