وتجاروا فيها بأساليب البلاغة بمقتضى لغتهم الحضرية فجاءوا بالعجائب.

ورأيت في ديوان الصفي الدين الحلي من كلامه أن المواليا من بحر البسيط وهو ذو أربعة أغصان وأربع قواف يسمى صوتا وبيتين وأنه من مخترعات أهل واسط وأن كان وكان في قافية واحدة وأوزان مختلفة في أشطاره والشطر الأول من البيت أطول من الشطر الثاني ولا تكون قافيته إلاّ مردفة بحرف العلة وأنه من مخترعات البغداديين وأنشد فيه.

ثم ذكر أبن خلدون عدة مقطعات من المواليا ومنها:

ناديتها ومشيبي قد طاوني طي ... جودي على مقبله في الهوى يا مي

قالت وقد تركت داخل فؤادي كي ... ما ظن القطن يغشى فم من هو حي

ومنها:

يا حاديا العيس أزجر بالمطايا زجر ... وقف على منزل أحبابي قبيل الفجر

وصح في حيهم ما من يريد الأجر ... ينهض يصلي على ميت قتيل الهجر

ومنها:

عيني التي كنت أرعاكم بها باتت ... ترعى النجوم وبالتسهيد اقتاتت

واسهم البين صابتني ولا فاتت ... وسلوتي عظم الله أجركم ماتت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015