فيا جفن لا تنفعك في الحفظ دائما ... وإنَّ كنت في لج من البحر عائما

انتهى ما انتقيت من هذا التأليف الملوكي مع أني تركت أكثره.

قلت: وإنّما أطلت في كلام الرئيس أبن زمرك رحمه الله تعالى لوجوه: أولها: أنَّ الذي ألفت الكتاب من أجله راغب في ذلك.

الثاني: ولوع كثير من الناس بكلامه، حتى قال شيخنا سيدي الإمام العلامة المؤلف الكبير أبو العباس الشهير ببابا السوداني رحمه الله، بعد أن ذكر في التعريف به نحو عشرين سطراً: إني لم أقف في أمره على غير هذا، ولم أقف على وفاته. وبالجملة فالذي تكلم خواص الناس فيه من أمره هو ما في الإحاطة والكتيبة: وأما الجم الغفير فهم بمعزل عما في الكتابين فضلا عن غيره.

الوجه الثالث: أنَّ ما نقلته من ذلك كان عندي مقيدا في عدة أوراق، فخفت عليه الدروس، فلذا جمعت بعضه هنا.

الرابع: ما اشتمل عليه من أوصاف الجهاد والخيل وغير ذلك من الغرائب، وليس الخبر كالعيان.

الخامس: ما في بعضه من أمداح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو المقصود بالذات وغيره تبع، وهو في مسك ختام هذه الأوجه الخمس، وليس يحتاج إلى دليل نول القمر والشمس. وقد عن لي أنَّ أذكر جملة من موشحاته لغرابتها، ولأن جل ما وقفت عليه منها ينخر في سلك المعرب، إذ أكثره من مخلع البسيط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015