فمن ذلك قوله تشوقا إلى غرناطة أعادها الله ومادحاً الغنى بالله:
بالله يا قامة القضيب ... ومخجل الشمس والقمر
من ملك الحسن في القلوب ... وأيد اللحظ بالحور
من لم يكن طبعه رقيقا ... لم يدر ما لذة الصبا
فرب حر غدا رقيقا ... تملكه نفحة الصبا
نسوان لم يشرب الرحيقا ... لكن إلى الحسن قد صبا
فعذب القلب بالوجيب ... ونعم العين بالنظر
وبات والدمع في صبيب ... يقدح من قلبه الشرر
أواه من قلبي المعنى ... يهفو إذا هبت الرياح
لو كان للصب ما تمنى ... لطار شوقا بلا جناح
وبلبل الدوح إنَّ تغف ... أسهر ليلي إلى الصباح
عساك إنَّ زرت يا طبيبي ... بالطيف في رقدة السحر
أنَّ تجعل النوم من نصبي ... والعين تحمي من السهر
كم شادن قاد لي التحوفا ... بمربع القلب قد سكن
يسل من لحظه سيوفا ... فالقلب بالورع ما سكن
خلقت من عادتي ألوفا ... أحن للإلف والسكن
غرناطة منزل الحبيب ... وقربها السؤل والوطر