لا يجوز المجد الخطير سوى امرئ ... يمطي العزائم صهوة الأخطار
إلا يفاخر بالعتاد ففخره ... بالمشرفية والقنا الخطار
مستبصر مرمى العواقب واصل ... في حمله الإيراد بالإصدار
فاشد ما قاد الجهول إلى الردى ... عمه البصائر لا عمى الأبصار
ولرب مربد الجوانح مزبدٍ ... سبح الهلال بلجه الزخار
فتقت كمائم جنحه عن أنجمٍ ... سفرت زواهرهن عن أزهار
مثلت على شاطي المجرة نرجساً ... تصطف منه على خليج جاري
فكأنما بدر التمام بجنحه ... وجه الإمام بجحفل جرار
وكأنما خمس الثريا راحة ... ذرعت مسير الليل بالأشبار
اسرجت من عزمي مصابيحاً بها ... تهدي السراة لها من الأقطار
وارتاع من بازي الصباح غرابه ... لمّا اطل فطار كل مطار
ومنها:
وغريبةٍ قطعت إليك على الونى ... بيداً تبيدها هموم الساري
تنسيه طيبته التي قدأمها ... والركب فيها ميت الأخبار
يقتادها من كل مشتمل الدجى ... وكأنما عيناه جذوة نار
تشدو بحمد المستعين حداتها ... يتعللون به على الأكوار
إن مسهم لفح الهجير أبلهم ... منه نسيم ثنائك المعطار
خاضوا بها الفلا فتخلفت ... منها خلوص البدر بعد سرار