ثم قال وكتب له صدر رسالة:
أزور بقلبي معهد الأنس والهوى ... وأنهب من أيدي النسيم رسائلا
ومهما سألت البرق يهفو من الحمى ... يبادر به دمعي مجيباً وسائلا
فيا ليت شعري والأماني تعلل ... أيرعى لي الحي الكرام الوسائلا
وهل يجيرني الأولى كما قد عهدتهم ... يوالون بالإحسان من جاء سائلا
ثم قال بعد أن ذكر عدة قطع: وقال يصف الزرافة في قصيدة مدح بها السلطان أبا سالم ملك المغرب - رحمه الله - وقد ورد عليه بها وفد الأحابش في هدية من ملكهم، ونصها:
لولا تألق بارق التذكار ... ما صاب واكف دمعي المدرار
لكنه مهما تعرض خافقاً ... قدحت يد الأشواق زند أواري
عليه السلام المشوق إذا تذكر معهداً أن يغري الأجفان باستعبار
أمذكري غرناطة حلت بها ... أيدي السحاب أزرة النوار
كيف التخلص للحديث ودونها ... عرض الفلاة وطافح زخار
هذا على أنَّ التغرب مركبي ... وتولج الفيح الفساح شعاري
فلكم أقمت غداة زمت عيسهم ... أبغي القرار ولات حين قرار
وطفقت استقري المنازل بعدهم ... يمحو البكاء مواقع الآثار
إنا بني الآمال تخدعنا المنى ... فنخادع الآمال بالتسيار
نتجشم الأهوال في طلب العلا ... ونروع سرب النوم بالأفكار