سلمت بسعدك من غوائل مثلها ... وكفى بسعدك حامياً لذمار
وأتتك يا ملك الزمان غريبة ... قيد النواظر نزهة الأبصار
موشية الأعطاف رائعة الحلى ... رقمت بدائعها يد الأقدار
راق العيون أديمها فكأنه ... روض تفتح عن شقيق بهار
ما بين مبيض وأصفرٍ فاقعٍ ... سال اللجين به خلال نضار
يحكي حدائق نرجسٍ في شاهقٍ ... تنساب فيه أرقام الأنهار
تحدو قوائم كالجذوع وفوقها ... جبل أشم بنوره متواري
وسمت بجيد مثل جذع مائل ... سهل التعطف لين خوار
تستشرف الجدران منه ترائباً ... فكأنما هو قائم بمنار
تاهت بكلكلها وأتلع جيدها ... ومشى بها الأعجاب مشي وقار
خرجوا لها الجم الغفير وكلهم ... متعجب من لطف صنع الباري
كل يقول لصحبه قوموا انظروا ... كيف الجبال تقاد بالأسيار
ألقت ببابك رحلها ولطالما ... ألقى الغريب به عصا التسيار
علمت ملوك الأرض انك فخرها ... فتسابقت لرضاك في مضمار
يتبوءون به وإن بعد المدى ... من جاهك الأعلى أعز جوار
فارفع لواء الفخر غير مدافعٍ ... واسحب ذيول العسكر الجرار
واهنأ بأعياد الفتوح مخولاً ... ما شئت من نصرٍ ومن أنصار
وإليكها من روض فكري نفحة ... شف الثناء بها على الأزهار