وعذرا فأني إن أطلت فإنما ... قصارى من بعد البيان قصور
وكتب إليه خاتمة رسالة كذلك:
وحقك ما استطعت بعدك غمضةً ... من النوم حتى آذن النجم بالغروب
وعارضت مسرى الريح قلت لعلها ... تنم بريا منك عاطرة الهبوب
إلى أن بدا وجه الصباح كأنه ... محياك إذ تجلى بغزته الخطوب
فقلت لقبي استشعر الأنس وابتهج ... فإنَّ تبعد الأجسام لم تبعد القلوب
وسر في ضمان الله حيقث توجهت ... ركابك لا تخشى الحوادث أن تنوب
ثم قال: وقال - بعد إيراد جملة من نظمه في النسيب وما يناسبه - يصف مصباحاً:
لقد زادني وجداً بي الجوى ... ذبال بأذيال الظلام قد التفا
تشير وراء الليل منه بنانة ... مخضبة والليل قد حجب الكفا
تلوح سناناً حين لا تنفح الصبا ... وتبدو سروراً حين تثنى له العطفا
قطعت بها ليلي يطار حتى الجوى ... فآونة يبدو وآونةً يخفى
إذا قلت لا يبدو أسال لسانه ... وإن قلت لا يخبو الضياء به كفا
إلى أن أفاق الباح من غمرة الدجى ... وأهدى نسيم الروض من طيبه عرفا
لك الله يا مصباح أشبهت مهجتي ... وقد شفها من لوعة الحب ما شفا