وإني وإن كنت الممنع جاره ... لتسبى فؤادي أعين وثغور
وما تعتريني فترة في مدى العلا ... إلى أن أرى لحظا عليه فتور
وفي السرب من نجد ظبية ... تصول على ألبابنا وتغير
وتمنع ميسور الكلام أخا الهوى ... وتبخل حتى بالخيال يزور
أسكان نجد جادها وأكف الحيا ... هواكم بقلبي منجد ومغير
ويا سكنى بالأجرع الفرد من منى ... وأيسر حظ من رضاك كثير
ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا ... فمدته من فيض الدموع بحور
وأومض خفاق الذؤابة بارق ... فطارت بقلبي أنه وزفيره
ويهفو فؤادي كلما هفت الصبا ... أما لفؤادي في هواك نصير
ووالله ما أدري أذكرك هزني ... أم الكأس ما بين الخيام تدور
فمن مبلغ عني النوى ما يسؤها ... وللبين حكم يعتدىو يجور
بأنا غدا وبعده سوف نلتقي ... ونمسي ومنا زائر ومزور
إلى كم أرى أكني ووجدي مصرح ... وأخفي اسم من أهواه وهو شهير
أمنجد آمالي ومغلي كاسدي ... ومصدر جاهي والحديث كثير
أنَّ أنسى ولا أنسى مجالسك التي ... بها تلتقي نضرة وسرور
نزورك في جنح الظلام وننثني ... وبين يدينا من حديثك نور
على أنني إن غبت عنك فلم تغب ... لطائف لم يحجب لهن سفور
نروح ونغدو كل يوم وعندها ... رواح علينا دائم وبكور
فظلك فوقي حيثما كنت وارف ... ومورد آمالي لديك نمير