فكم من جهاد رفعت بنوده ... وقد أثمرت فيها المعالي عواليها
كسرت تماثيل الصليب وأخرست ... نواقيس كانت بالضلال تناغيها
وكم من منار قد أعدت أذانه ... وأعلن فيه دعوة الحق داعيها
وكم من رياض للكتائب قد غدت ... تضيق بمستن الجياد نواحيها
وملتف زرع الأسنة مزهر ... ولكن به المران تحلو مجانيها
إذا ظمئت منها الذوابل في الوغى ... جداول أنهار السيوف ترويها
غرس زكي للجهاد غرسته ... فصرت إلى دار السعادة تجنيها
ولو لم يكن إلاّ سنين قطعتها ... رهين شكاة لا تزال تعانيها
صبرت لها صبر الكرام وإنما ... ذخرت أجورا فضل ربك جازيها
أمالك في الأنصار خير وسيلة ... وقد كنت بالنصر العزيز تحييها
وحسبك بالمختار أكرم شافع ... وسنته والله لا زلت تحييها
على علم الدنيا وفخر ملوكها ... تحية رب لا يزال يواليها
سأبكيه ما دام الحمام مطوقا ... وما سجعت تبكي الهديل قماريها
وأهديه من طيب السلام معطرا ... كما فتقت أيدي التجار غواليها
وأسبل رب العرش سحب كرامة ... نسخ على ذاك الضريح غواديها
ونسأل فتحا للخليفة يوسف ... يملكه أقصى البلاد ومن فيها
ثم ذكر هذا المؤلف جملة نظم أبن زمرك في السلطان أبي الحجاج واستعطافه وما يهز له لرضا من شمائل أعطافه ومنها:
بما قد حزت من كرام الخلال ... بما أدرت من رتب الجلال