وفي موت خير الخلق أكبر أسوة ... تصبر أحرار النفوس وتسليها
أمولاي لو كان الفداء مسوغا ... فديناك بالدنيا جميعا وما فيها
أمولاي كم من نعمة لك عندنا ... إذا نحن رمنا حصرها ليس بحصيها
أمولاي خلفت العبيد إلى الأسي ... يناجيك من فرط الشجون مناجيها
وقد مات منا الصبر إلاّ صبابة ... بذكرك في جنح الدجنة نحييها
أمولاي يا مولاي هل أنت سامعي ... أبثك ما يشجى القلوب ويدميها
تحفيت بي حتى نضوت شبيبتي ... عزيزا وجيها حيثما رمت توجيها
وقد كان ظني أن تكون جنازتي ... يشيعها منك الرضا ويواريها
وقد عشت حتى ذقت فقدك قلما ... تبلغ نفس ما تريد أمانيها
ز لولا أبو الحجاج نجلك لم يكن ... لدين الهدى كرات بحر يزجيها
ولكنه والله يجمل صبره ... مناقبك الغر الكرام سيحييها
فخلفتنا منه لأكر كافل ... يحمل أعباء الخلافة كافيا
سريرته الرحمى وسيرته الرضا ... وأخلاقه الغر الكريمة تدريها
وسيلتك العظمى وظلك فوقنا ... وعمدتنا والله في العز يبقيها
فما كنت إلاّ الشمس قد غربت لنا ... وأنوارها بدر التمام يجليها
وما أنت المسك إن تخف ذاته ... يم بها العرف الذكي فيفشيها
إلاّ قدس الرحمن نفيسا كريمة ... بكل عزيز في الوجود نفديها
وبشرى لنا أنَّ السعادة نزلها ... وأنَّ رضا الله الكريم يرضيها
وحاشا وكلا أن تضيع وسائل ... سيذخرها الرب الكريم وينشيها