وبدر دياجها وشمس نهارها ... وبشر محياها ونور مجاليها

خفا الكواكب الوقاد قد كان نوره ... يجلى من الدهم الخطوب دياجها

هوى القمر الوضاح من أفق العلا ... فأظلم جو النيرات بساريها

وقد كسفت شمس الهداية بعدما ... أبان سبيل الحق للخلق هاديها

هو الجبل الراسي تصدع بعد ما ... أقرت به شم الجبال رواسيها

يعز على دين الهدى أنَّ شمسه ... يطول بأطباق التراب تواريها

يعز على زهر النجوم متى سرت ... ولا تلمح الهدى الذي كان يهديها

لأندلس ثكل عليه مردد ... له لبست سود المسوح نواحيها

ثلاثين حولا بعد خمس تعودت ... يدافع عنها كل خطب ويحميها

أبيه للرايات يخفق بندها ... وفي مرقاب النصر المؤزر يعليها

أبيه للخيل المغيرة ... بالضحى وقد أبعد الفتح الميبن مراميها

ويبكيه معمور البسيطة كلها ... وما ضم من داني البلاد وقاصيها

وتبكيه سحب أخجلتها بنانه ... وترسل دمع الغيث حزنن مآقيها

وتبكيه حتى الشهب في أفق العلا ... وتلبس جلباب الظلام جواريها

عزاء أمير المسلين فإنها ... مقادير رب الخلق في الخلق يجريها

هو الموت ورد للخليفة كلها ... أواخرها تقفو سبيل أواليها

وما بيننا حي وما بين آدم ... إلاّ هكذا سوى البرية باريها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015