فأقلامها تهوى لخط بلوحها ... فبالأمس كانت بعض أغصان دوحها
فعادت إليها اليوم من بعد عودا
ويا رب حصن في ذراعها قد اعتلى ... أنارت بروج الأفق في مظهر العلا
بروج قصور شدتها متطولا ... فأنشأت برجا صاعدا متنزلا
يكون رسولا بينها مترددا
وهل هي إلاّ هالة حول بدرها ... يصوغ لها حلياً يليق بنحرها
تطور أنواعا تشيد بفخرها ... فحجل برجلها وشاح بخصرها
وتاج بأعلى رأسها تنضدا
أراد استراق وهو ممنع ... فقام بأذيال الدجى يتفلح
وأصغى لأخبار السما يتسمع ... فأتبعه منها ذوابل شرع
لتقذفه بالرجم مثنى موحدا
وما هو إلاّ قائم مد كفه ... ليسأل من رب السموات لطفه
لمولى تولاه وأحكم رصفه ... وكلف أرباب البلاغة وصفه
واكرم منه القانت المتهجدا
ملاقي ركب من وفود النواسم ... مقبل ثغر للبروق البواسم
مختم كف بالنجوم العواتم ... مبلغ قصد من حضور المواسم
تجدده مهاما صنيع تجددا
ومضطرب في الجو أثبت قامة ... تقدم يمشي في الهواء كرامة
تطلع في غصن الرشاء كمامة ... وتحسبه تحت الغمام عمامة
يسيل على أعطافه عرق الندى