إذا أسرجوا جنح الظلام ذباله ... فغرته نجم تضئ مجاله

وفي ذيله ذيل الظلام قد ارتدى

وأدهم في مسح الدجى متجرد ... يجيش به بحر من الليل مزبد

وغرته نجم به متوقد ... له البدر سرج والنجوم مقلد

وفي فلق الصبح المبين تقيدا

وأبيض كالقرطاس لاح صباحه ... على الحسن مغداه وفيه مراحه

وللظبيات الأنسات مراحة ... تراه كنشوان أمالته راحة

وتحسبه وسط الجمال معربدا

وذاهبة في الجو ملء عنانها ... وقد لفعتها السحب برد عنانها

يفوت يرتداد الطرف لمح عيانها ... وختمت الجوزاء سبط بنانها

وصاغت لها حلي النجوم مقيدا

أراها عمود الصبح علو المصاعد ... وأوهمها قرب المدى المتباعد

ففاتته سبقا في مجال الرواعد ... واتحفت الكف الخضيب بساعد

فطوقت الزهر النجوم بها يدا

وقد قذفتها للعصى حواصب ... قد انتشرت في الجو منها ذوائب

تزاور منها في الفضاء حبائب ... فبينها من قبل ذلك مناسب

لأنهما في الروض قبل تولدا

بنات لأم قد حيين بروحها ... دعاها الهوى من بعد كتم لبوحها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015