فأدبت به أبناء نجلك أوجها ... تبين إلى السارين منها المجاهل

فلا الحفل مرهوب ولا الخطو قاصر ... ولا السرب مرتاع ولا الروع هائل

ولا القلب منخوب ولا الحلم طائش ... ولا العقل معقول ولا الفكر ذاهل

أولئك أبناء الخلافة بوكروا ... وتجرى على أعدائهن الصواهل

هنيئا بها من سنة نبوية ... زها الفخر محصول لديها وحاصل

ورحمى له من عاذر بان عذره ... وأوهم نقصا فضله متطاول

فنقص الهلال الأفق ما زال مؤذنا ... لمرآة أن يبدو وهو كامل

ومن نقص ظل الشمس تزداد رفعة ... إلى أن ترى والظل في الشرق مائل

وإن تابع النقص الشهور فإنها ... على إثره تأتي وهن كوامل

ونقص صلاة الظهر يوم عروبة ... لمعنى كمال أوضحته الدلائل

وإن نقص البازي رياشه جناحه ... يزيد استباقا وهو للصيد خاتل

وتستفرغ الأنعام ما في ضروعها ... عيشا لتغدو والضروع حوافل

ونقص زكاة المال فيه وفورة ... ومشق ذباب السيف يخشاه صاقل

لك الخير من صنع جلوت محاسنا ... يحدى بها حدي السرى ويناقل

إلاّ هكذا فليعقد الفخر تاجه ... ويسمو إلى أوج العلا ويطاول

بأبلج ار الصبح منه بطلعة ... لها البدر تاج والنجوم قبائل

إذا خطب العليا تخطت بركبه ... على خطر المسعى القنا والقنابل

ولو رام إدراك النجوم بحيلة ... لا حرز من إدراكها ما يحاول

وإن طلبت زهر النجوم لحاقة ... فمن دون ما تبغي المدى المتطاول

وتخفق بالنصر العزيز بنوده ... إذا خفقت فيها الصبا والشمائل

وليل جهاد بات يرعى نجومه ... فلا الليل منجاب والنجم آفل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015