وصاعدة في الجو ملء عنانها ... تسامت أعنان السما وتطاول

طلعت تحيي البدر منها بصعدة ... عليها لواء الصبح في الأفق ماثل

وقد أعربت بالرفع عن طيب فخرها ... متى نصبتها في الفضاء العوامل

يمد لها الكف الخصيب بساعد ... ويشكي السماك الأعزل الرمح عامل

وتنتابها هيف العصي كأنها ... سهام وعاها للرمية نابل

تراوغها طورا وطورا تضيفها ... فسام لأعلى مرتقاها ونازل

وبالأمس كانت بعض أغصان دوحها ... فنقله عنها على الرغم ناقل

فحنت إلى أوطانها وتسابقت ... تعارد مسراها بها وتواصل

وبرج منيف في ذراها قد ارتقى ... لترفع منه للبروج الرسائل

تطور حالات أتى في جميعها ... بأوضاع حاي وصفه متغافل

فتاج بأعلاها وشاح بخصرها ... وفي الساق منه قد أديرت خلاخل

وما هو إلاّ قائم مد ملكه ... إلى الله في البقايا لمّا صد سائل

ولله عينا من رأى القصر حوله ... منازل فيها للسعود منازل

تروقك فيه للبدور مطالع ... إذا مثلت في ساحتيه الأماثل

مظاهر أقمار مراتب أنجم ... منازل بالنصر العزيز أواهل

وقد كان هول الحفل روع أهله ... وأشعرت الإشفاق تلك المحافل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015