وطامحة في الجو غير مطالة ... يرد مداها الطرف أحسر عانيا

تمد لها الجوزاء كف مصافح ... ويدنو لها بدر السماء مناجيا

ولا عجب أن فاتت الشهب بالعلا ... وأن جاوزت منها المدى المتناهيا

فبين يدي مثواك قامت لخدمة ... ومن خدم الأعلى استفاد المعاليا

وشاهد ذا أني ببابك واقف ... وقد حسدت زهر النجوم مكانيا

وقد أرضعت ثدي الغمام قبلها ... رياض كن فيه نواشيا

فلما بنيت عن قرارة أصلها ... أرادت إلى مرقى الغمام تعاليا

وعدت لقاء السحب عيدا وموسما ... لذلك اغتدت بالزمر تلهي الغواديا

فأضحك البرق الطروب خلالها ... وبات لأكواس الدراري معاطيا

رأت نفسها طالت فظنت بأنها ... تفوت على رغم اللحاق المراميا

فخفت إليها الذابلات كأنها ... طيور إلى وكر أطنان تهاويا

حنكت شبها للنحل والنحل حوله ... عصى إلى مثواه نهوى عواليا

فمن مثبت منها الرمية مدرك ... ومن طائش في الجو حلق وانيا

وحصن منيع في ذراه قد ارتقى ... فأبعد في الجو الفضاء المراقيا

كأن بروج الأفق غارت وقد رأت ... بروج قصور شدتهن سواميا

فأنشأت برجا صاعدا ومتنزلا ... يكون رسولا بينهن مداريا

تظورت حالات أتى في ضروبها ... بأنواع حلي تستفز الغوانيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015