مصارف النقدين فيها بمثلها ... أجاز بها قاضي الجمال التقاضيا
فإن ملأت كف النسيم مع الضحى ... دراهم نور ظل عنها مكافيا
فيملأ حجر الروض حول غصونها ... دنانير شمس تترك الروض حاليا
تغرد الطير في أفنانها كلما ... تجس به أيدي القيان الملاهيا
تراجعها سجعا فتحسب أنها ... بأصواتها تملي عليها الأغانيا
فلم ندر روضا منه أنعم نضرة ... وأعطر أرجاء وأحلى مجانيا
ولم نر قصرا منه أعلى مظاهرا ... وأرفع آفاقا وأفسح ناديا
معاني من نفس الكمال انتقيتها ... وزينت منها بالجمال المغانيا
وفاتحت مبناها بعيد شرعته ... تبث به في الخافقين التهانيا
ولمّا دعوت الناس نحو صنيعه ... أجابوا له من جانب الغور داعيا
وأموه من أقصى البلاد تقربا ... وما زال منك السعد يدني الأقاصيا
وأذكرت يوم العرض جودا ومنعة ... بموقف عرض كنت فيه المجازيا
جزيت به كلا على حال سعيه ... فما غرست يمناه أصبح جازيا
وأطلعت من جزل الوقود هو ادجا ... تذكر يوم النفر من كان ساهيا
وحين غدا يذكى ببابك للقرى ... فلا غرو أن أجريت فيه المذاكيا