إذا ما جلت أيدي الصبا صفح متنه ... أرتنا دروعا أكسبتها الأياديا
وراقصة في البحر طوع عنانها ... تراجع الحان القيان الغواليا
إذا ما علت في الجو ثم تحدرت ... تحلى بمرفض الجمان النواحيا
يذوب لجين سال بين جواهر ... غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا
تشابه جار للعيون بجامد ... فلم أدر أيا منها كان جاريا
فإن شءت تشبيها له عن حقيقة ... تصيب بها المرمى وبوركت راميا
فقل أرقصت منها البحيرة بنتها ... كما يرقص المولود من لاهيا
أرتنا طباع الجود وهي وليدة ... ولم ترض في الإحسان إلاّ تغاليا
سقت ثغر زهر الروض عذب برودها ... وقامت لكي تهدي إلى الزهر ساقيا
كأن قد رأت نهر المجرة ناضبا ... فرامت بأن تجري إليه السواقيا
وقامت بنات الدوح فيه موئلا ... فرادى ويتلو بعضهن مثانيا
رواضع في حجر الغمام ترعرعت ... وشبت فشبت حبها في فؤاديا
بها كل ملتف الغدائر مسبل ... تجيل به أيدي النسيم مداريا
وأشرف جيد الغصن فيها معطلا ... فقلدت النوار منه التراقيا
إذا ما تحلت در زهر غروسه ... يبيت لها النمام بالطيب واشيا