رشفت بها شهد الرضاب سلافة ... وقبلت في ماء النعيم الأقاحيا

فيا برد ذاك الثغر رويت غلتي ... ويا حر أنفاسي أذابت فؤاديا

وروضة حسن للشباب نضيرة ... هصرت بغصن ألبان فيها المجانيا

وقد بت أقي وردة الخد أدمعي ... فأصبح فيها نرجس اللحظ ذاويا

ومالت بقلبي مائلات قدودها ... فما للقدود المائلات وماليا

جزى الله العهد عودا فطالما ... أعاد على ربع الظباء الجوازيا

وقل لليال في الشباب نعمتها ... وقضيتها أنسا سقيت لياليا

ويا واديا رفت على ظلاله ... ونحن ندير الوصل فديت واديا

رمتني عيون السرب فيه وإنما ... رمين بقلبي في الغرام المراميا

فلولا اعتصامي بالأمير محمّد ... لمّا كنت من فتك اللواحظ ناجيا

فقل لذي يبني على الحسن شعره ... عليه مع الإحسان لا زلت بانيا

فكم من شكاة في الهوى قد رفأتها ... ورقتها بالمدح إذ جاء تاليا

وكم ليلة في مدحه قد سهرتها ... أباهي بدر النظم فيه الدراريا

ولاح عمد الصبح مثل انتسابه ... رفعت عليه للمديح المبانيا

إمام أفاد المكرمات زمانه ... وشاد له فوق النجوم المعاليا

وجاوز قدر البدر نورا ورفعة ... ولم يرض إلاّ بالكمال مواليا

هو الشمس بثت في البسيطة نفعها ... وأنوارها أبدت قريبا وقاصيا

هو البحر بالإحسان يزخر موجه ... ولكنه عذب لمن جاء عافيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015