وحملت معتل النسيم أمانة ... قطعت بها عمر الومان أمانيا
فيا من رأى الأرواح وهي ضعيفة ... أحملها ما يستخف الرواسيا
وساوس كم جدت وجد بي الهوى ... فعد بها القلب المقلوب هازيا
ومن يطع الألحاظ في شرعة الهوى ... فلا بد أن يعصي نصيحا ولا حيا
عدلت بقلبي عن ولاية حكمه ... غداة ارتضى من جائر اللحظ واليا
وما الحب إلاّ نظرة تبعث الهوى ... وتعقب ما يعيي الطبيب المداويا
فيا عجبا للعين تمشي طليقة ... ويصبح من جرائها القلب عانيا
إلاّ في سبيل الله نفس نفيسة ... يرخص منها الحب ما كان غاليا
ويا رب عهد للشباب قضيته ... وأحسنت من دين الوصال التقاضيا
خلوت بمن أهوى من غير رقبة ... ولكن عفافي لم أكن عنه خاليا
ويوم بمستن الظباء شهدته ... أجد وصالا باليا فيه باليا
وأصح من خمر اللحاظ وقد غدا ... به الجو وضاح الأسرة ضاحيا
وجرد من غمد الغمامة صارما ... من البرق مصقول يمانيا
تبسم فاستبكى جوني عبرة ... ملأت بدر الدمع منها ردائيا
وأذكرني ثغرا ظمئت لورده ... ولا والهوى العذري ما كنت ناسيا
وراح خفق القلب مثلي كأنما ... ببرق الحمى من لوعة الحب مابيا
وليلة بات البدر فيها مضاجعي ... وباتت عيون الشهب نحوي روانيا
كرعت بها بين العذيب وبارق ... بمورد ثغر بات بالدر حاليا