هو الغيث مهما يمسك الغيث سحبه ... يروي بسحب الجود من كان صاديا
شمائله لو أنَّ الرياض بحسنها ... لمّا صار فيها زهرها الغض ذاويا
فيا بن الملوك من آل خزرج ... وذا نسب كالصبح عز مساميا
ألست الذي ترجو العفاة نواله ... فتخجل جدواه السحاب الغواديا
ألست الذي تخشى البغاة صياله ... فتنزل عليه الصعاب العواديا
وهديك مهما ضلت الشهب قصدها ... تولته في جنح الدجنة هاديا
وعزمك أمضى من حسامك في الوغى ... وإن كان مصقول الغرارين ماضيا
فكم قادح في الدين يكفر ربه ... قدحت له زند الحفيظة واريا
وما راعه إلاّ حسام وعزمة ... يضيئان في ليل الخطوب الدواجيا
فلولاك يا شمس الخلافة لم يبن ... سبيل جهاد كان من قبل خافيا
ولولاك لم ترفع سماء عجاجة ... تلوح بها بيض النصول دراريا
ولولاك لم تنهل غصون من القنا ... وكانت إلى ورد الدماء صواديا
فأثمر فيها النصل نصرا موزرا ... فأجني قطاف الفتح غضا ودانيا
ومهما غدا سفاح سيفك عاريا ... يغادر وجه الأرض بالدم كاسيا
قضى الله من فوق السموات أنه ... على من أبى الإسلام في الأرض قاضيا
فكم معقل للفر صبحت أهله بجيش أعاد الصبح أظلم داجيا
رقيت إليه والسيوف مشيحة ... وقد بلغت فيه النفوس التراقيا