ولنفحة تهفو ببانات اللوى ... يهفو فؤادك عن جوانح مغرب
هي عادة عذرية من يوم أن ... خلق الهوى تعتاد كل متيم
قد كنت أعذل ذا الهوى من قبل أن ... أدري الهوى واليوم أعذل لومي
كم زفرة بين الجوانح ما اتقت ... حذر الرقيب ومدمع لم يسجم
إن كان اشي الدمع قد كتم الهوى ... هيهات واشي السقم لمّا يكتم
ولقد أجد هواى رسم دارس ... قد كاد يخفى عن خفي توهم
وذكرت عهدا في حماه قد انقضى ... فأطلت فيه ترددي وتلومي
ولربما أشجى فؤادي عنده ... ورقاء تنفث شجوها بترسم
لا أخرب الله الطلول فطالما ... أشجى الفصيح بها بذكاء الأبكم
يا زاجر الأظعان يحفزها السرى ... قف بي عليها وقفة المتلوم
لترى دموع العاشقين برسمها ... حمرا كحاشية الرداء المعلم
دمن عهدت بها الشبيبة والهوى ... سقيا لها ولعهدها المتقدم
وكتيبة للشوق قد جهزتها ... أغزو بها السلوان غزو مصمم
ورفعت فيها القلب بندا خافقا ... وأريت للعشاق فضل تهمم
فأنا الذي شاب الحماسة بالهوى ... لكن من أهوى مضايق مقدمي
فطعنت من قد القوام بأسمر ... ورميت غنج اللحاظ بأسهم
يا قاتل الله الجفون فإنها ... مهما رمت لم تخط كلة الرمي
ظلمت قتيل الحب ثم تبينت ... للسقم فيها فترة المتظلم
يا ظبية سنحت بأكناف الحمى ... سقى الحمى صوب الغمام المسجم