ما ضر إذ أرسلت نظرة فاتك ... أن لو عطفت بنظرة المترحم
فرأيت جسما قد أصيب فؤاده ... من مقلتيك وأنت لم تتأثمي
ولقد خشيت بأن يقاد بجرحه ... فوهبت لحظك ما أحلك من دمي
كم خضت دونك من غمار مفارزة ... لا تهتدي فيها الليوث لمجثم
والنجم يسري من دجاه بأدهم ... رحب المقلد بالثريا ملجم
والبدر في صفح السماء كأنه ... مرآة هند وسط لج ترتمي
والزهر زهر والسماء حديقة ... فتقت كمائم جنحها عن أنجم
والليل مربد الجوانح قد بدا ... فيه الصباح كغزوة في أدهم
فكأنما فلق الصباح وقد بدا مرأى أبن نصر لاح للمتوسم
ملك أفاض على البسيطة عدله ... فالشاة لا تخشى اعتداء الضيغم
هو منتهى آمال كل موفق ... هو مورد الصادى وكنز المعدم
لاحت مناقبه كواكب أسعد ... فرأت ملامح نوره عين العمي
ولقد تراءى بأسمه وسماحه ... فأتى الجلال من الجمال بتوءم
من أمثالهم في الغمام وقد تضاحك برقه ... فأفاد بين تجهم وتبسم
أنسى سماحة حاتم وكفاك في ... يوم اللقاء ربيعة بن مكدم
سير تسير النيرات بهديها ... وتعير عرف الروض طيب تنسم
فالبدر دونك في علا وإنارة ... والبحر دونك في ندى وتكرم
ولك القباب الحمر ترفع للندى ... فترى العمائم تحتها كالأنجم